يرجي تعطيل اضافة AD-Block لمشاهدة الصفحة
معلومات الكتاب
5
تقييم الكتاب :





(
1 votes, average:
5.00 out of 5)

Loading...
كان على أن ألملم شتات نفسي ، واجمع ما تناثر من ذاتي في الممرات وعلى الابواب وفوق الأبراش ، وأضم قصائدى على قلبي ، وأحمل حقيبتي وأخرج بدا اليوم بعيداً جداً مع قربه الزماني الحقيقي ، بضعة أيام ويصبح كا ما خلفي من السجن ذكرى ، بضعة أيام وتفتح بوابة السجن الكبيرة ، لأتركها تُغلق من خلفي على من تبقى من رفقائي هنا ؛ شعوران متناقضان يجتاحان كياني ؛ شعور الفرح بانتصار الإرادة على القيد يتمثل بخروجى من هنا ، وشعور الأسى والحزن على من ظل من الزملاء وهم يغالبون دماً يسيل على الرسغين من طول ما أحاطت الاصفاد بالمعاصم ، غير أنهم شاركوني الشعور الأول ، وتفهموا الشعور الثاني ، وظل الأمل طائراً يخفق بجناحيه في أعماقهم .
مساكين أولئك الذين ظنوا أنَّ الموت أو الغياب السحيق سوف يُودِي بصاحب الجبّ، لم يَدُرْ في خلدهم يوماً أن الفضاءات المطلقة تبدأ من الجحور الضيقة … هنالك تصنع الحياة، ويُعاد ترتيب مُكوّناتها … هناك يتهجّأ الإنسان حروف ولادته من جديد.
” رواية يا صاحبى السجن للكاتب ايمن العتوم “
-
جميع الحقوق محفوظة
رواياتي © 2025
0 تعليقات
اضافة تعليق
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.